ينظم القرار الوزاري الإماراتي رقم 341 لعام 2024 دور الوسطاء في القضايا الجنائية

في السنوات الأخيرة، تم استخدام الوساطة والمصالحة بشكل متزايد في الإمارات العربية المتحدة لحل النزاعات المدنية والتجارية. يمكن للأطراف أن تختار المشاركة في الوساطة طواعية، أو قد تكون بتكليف من المحكمة. بالنسبة لأنواع معينة من النزاعات، يتطلب القانون من الأطراف محاولة التوفيق قبل الشروع في دعوى قضائية. تخضع إجراءات وقواعد الوساطة والتوفيق في المسائل المدنية والتجارية للمرسوم بقانون اتحادي رقم 40 لعام 2023.

في عام 2022، أدخلت دولة الإمارات العربية المتحدة تحديثًا مهمًا لنظام العدالة الجنائية من خلال سن المرسوم الاتحادي رقم 38 لعام 2022، قانون الإجراءات الجنائية (العريف). أحدث هذا التشريع الجديد تحولًا ملحوظًا من خلال دمج أساليب المصالحة والوساطة والتسوية للقضايا الجنائية (المواد 348-382). يعزز هذا التغيير النهج البديلة لحل النزاعات، ويشجع على المزيد من الحلول الودية داخل نظام العدالة الجنائية.

أحد التطورات الرئيسية من CPL هو تمكين النيابة العامة من الشروع في الوساطة من خلال وسيط طرف ثالث قبل إحالة القضية إلى المحكمة الجنائية. هذه العملية، التي تنطبق في الحالات التي تكون فيها المصالحة أو الانسحاب ممكنة، طوعية وتتطلب موافقة جميع الأطراف المعنية. تقرر النيابة العامة ما إذا كانت ستواصل الوساطة بناءً على وقائع القضية وظروفها، مع التركيز على ما إذا كانت الوساطة يمكن أن تقدم تعويضًا مناسبًا للضحية أو تخفف من تأثير الجريمة.

في يوليو 2024، أصدر وزير العدل الإماراتي القرار رقم 341 لعام 2024 لزيادة تنظيم دور الوسطاء في القضايا الجنائية (القرار). يحدد هذا القرار دور الوسطاء في تسهيل النزاعات بين الضحايا والأفراد المتهمين تحت إشراف النيابة العامة. يقدم القرار العديد من العناصر الرئيسية:

مؤهلات الوسيط: تحدد المادة 3 من القرار الشروط الأولية للوسطاء للتأهل أو التسجيل. بالإضافة إلى ذلك، يجب على الوسطاء إكمال التدريب الأولي والمشاركة في دورات تنشيطية منتظمة للحفاظ على مهاراتهم وضمان الامتثال للمعايير القانونية (المادة 6). ومع ذلك، يتم اختيار الوسطاء ذوي الخبرة من فئات معينة بناءً على قرار من وزير العدل (المادة 4).

الإنفاذ والامتثال: إذا أخفق الوسيط في الوفاء بالتزاماته، فإن السلطة المختصة مخولة باتخاذ الإجراءات اللازمة ضده (المادة 10). بالإضافة إلى ذلك، إذا فقد الوسيط أيًا من المؤهلات المحددة، فقد يتم إلغاء تسجيله (المادة 9). يمكن استئناف القرارات التي تتخذها الوحدة المختصة في وزارة العدل أمام وكيل الوزارة المساعد، كما هو مذكور في المادة 11.

رسوم الوسيط: سيتم تحديد رسوم الوسيط في اتفاقية الوساطة، مع مراعاة المعايير والعوامل المحددة الموضحة في المادة 12. تتضمن هذه المقالة أيضًا جدولًا بتقديرات الرسوم التي تختلف اعتمادًا على نوع الجريمة موضوع الوساطة.

ويمثل القرار خطوة مهمة إلى الأمام في تعزيز كفاءة النظام القضائي، وتعزيز العدالة بطريقة أكثر ودية وتسامحًا. وهي تهدف إلى ضمان أن يكون الوسطاء مؤهلين تأهيلاً جيدًا ويلتزمون بالمعايير المهنية العالية، وبالتالي تعزيز الحل الفعال والعادل للنزاعات الجنائية.